كان الطفلان يلعبان ويمرحان لاهية قلوبهم لا يلوون على شيء0 كان الولد في سن الخامسه وكانت اخته الاصغر منه في سن الرابعه0 ومع الوقت وتاخر وصول عربة القطار ازداد شغب الطفلان وبدأ الطفلان في الازعاج والتعرض الى اغراض الركاب الجالسين في مقاعد الانتظار 0وكان ابوهما صامتا بنظر الى الارض ويفكر بعمق وكأنه غير موجود ولا يحس بما يحيط به ولايهتم بازعاج طفليه للحضور وكان بعض الركاب قد تضجر من ازعاج الطفلين واخذ الركاب ينظرون الى والدهما بنظرة تعجب يملاءها الغضب اذكيف به لم يردع الطفلان من هذا الازعاج 0وعندما ضاق احد الاشخاص ومل صبره من ازعاجهما صرخ امام الجميع على ابوهما قائلا: ايه السيد الا تربى ابناءك الا تمنعهم من امتعتنا والعبث بها وصمت الجميع وكأنهم موافقون على ما قاله الرجل 0وعندها وقف الاب واخذ طفليه واقعدهما بجانبه وقال :
معذره ايها الناس ان والدتهما توفت للتو في المستشفى بعد مرض طويل 0وهما لا يدركان ذلك وانا ذاهب بهما الى جدهما لاعود واكمل ترتيبات الجنازه0
وعندها تغيرت نظرة الناس الحانقون على الطفلين وبداءت الرحمه تاخذ مفعولها وبداء البعض يخرج الحلوى لهما والبعض يحملهما واغرورقت عينا البعض من رحمتهما لان الوضع الان يختلف بوجود الضرف فاختلفت النظره
يا ايه الاخوة لاتنظروا الى الامور من زاوية واحده
ولكن انظروا لها من عدة زوايا فقد تختلف الصوره