ملتقى الأحبة فى الله

المنتدى مفتوح للجميع - لا تحتاج للتسجيل - فقط قم بمشاهدة وتحميل ما تشاء

تستطيع التعليق بدون تسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الأحبة فى الله

المنتدى مفتوح للجميع - لا تحتاج للتسجيل - فقط قم بمشاهدة وتحميل ما تشاء

تستطيع التعليق بدون تسجيل

ملتقى الأحبة فى الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الأحبة فى الله

منتدي يجمع الأحبة في الله علي قول لا إله إلا الله محمد رسول الله


    الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض

    shemes
    shemes


    ذكر عدد الرسائل : 669
    العنوان : ملتقي الأحبه في الله
      : الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض 15781610
    تقييم العضو : 39
    نقاط التميز : 72
    تاريخ التسجيل : 04/07/2007

    الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض Empty الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض

    مُساهمة من طرف shemes الجمعة 15 فبراير 2008, 8:06 pm

    الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض Besmellah

    صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    أخبرنا الشيخ الجليل أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد أبو الحسين فاذشاه قال أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني قراءة عليه قال:


    إسلام عدي بن حاتم
    يكنى أبا طريف رضي الله عنه



    حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي البصري قال ثنا يحيى بن محمد بن السكن قال ثنا إسحاق بن إدريس الأسواري قال ثنا سلمة بن علقمة المازني قال ثنا داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن عدي بن حاتم قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهاجر إليها جعل يبعث السرايا فلا يزال إبل قوم قد أغارت عليها خيلة فلما رأيت ذلك قلت: والله لو خلقت أجمالاً من إبلي، فكانت تكون قريباً، فوالله ما شعرت ذات يوم إذ راعي الإبل قد جاء يعدو بعصاه، قلت: ويلك ما لك ? قال: أغير والله على النعوم، قلت: من أغار عليها ? قال: خيل محمد، قلت لنفسي: هذا الذي كنت أحذر، فوثبت أرحل أجمالي أنجو بأهلي، وكنت نصرانياً ولي عمة فدخلت، فقلت: ما ترى يصنع بها ? وحملت إمرأتي، وجاءتني عمتي فقالت: يا عدي أما تتقي الله أن تنجو بإمرأتك وتدع عمتك، فقلت: ما عسى أن يصنعوا بها، إمرأة قد خلى من سنها، فمضيت ولم ألتفت إليها حتى وردت الشام، فانتهيت إلى قيصر وهو يومئذ بحمص، فقلت: إني رجل من العرب وأنا على دينك، وأن هذا الرجل ليتناولنا، فكان المفر إليك، قال: إذهب فانزل مكان كذا وكذا حتى نرى من رأيك، فذهبت فنزلت المكان الذي قال لي، فكنت به حيناً، فبينا أنا ذات يوم إذا أنا بظعينة متوجهة إلينا حتى انتهت إلى بيوتنا، فإذا هي عمتي، فقالت لي: يا عدي أما اتقيت الله أن تنجو بإمرأتك وتركت عمتك، قلت: قد كان ذلك، فأخبرينا ما كان بعدنا ? قالت: إنكم لما انطلقتم أتتنا الخيل فسبونا وذهب بي في السبي حتى انتهيت إلى المدينة، وكنا في ناحية من المسجد فمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القائلة وخلفه رجل يتبعه وهو علي بن أبي طالب، فأومأ إلى ذلك الرجل أن كلميه، فهتفت به فقلت: يا رسول الله هلك الولد وغاب الوافد فمن علي من الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن وافدك ? قلت: عدي بن حاتم قال: الذي فر من الله ورسوله ثم مضى ولم يلتفت إلي حتى كان الغد فمر بي نحو تلك الساعة وخلفه ذلك الرجل فأومأ إلي أن كلميه، فهتفت به فقلت: يا رسول الله هلك الولد وغاب الوافد فمن علي من الله عليك، قال: ومن وافدك ? قلت: عدي بن حاتم الطائي، قال: الذي فر من الله ورسوله ? ولم يلتفت إلي، فلما كان اليوم الثالث نحواً من تلك الساعة مر وخلفه ذاك يعني علياً، فأومأ أن كلميه فأومأت إليه بيدي أن قد كلمته مرتين فأومأ كلميه أيضاً، فهتفت به فقلت: يا رسول الله هلك الولد وغاب الوافد فمن علي من الله عليك، قال: ومن وافدك ? قلت: عدي بن حاتم قال: الذي فر من الله ورسوله ثم قال: إذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل فإذا وجدت أحداً يأتي أهلك فأخبريني نحملك إلى أهلك، قالت: فانطلقت فإذا أنا برفقة من تنوخ يحلمون الزيت، فباعوا زيتهم وهم يرجعون، فحملني على هذا الجمل وزودني.

    قال عدي: ثم قالت لي عمتي: أنت رجل أحمق، أنت قد غلبك على شرفك من قومك من ليس مثلك، ائت هاذ الرجل فخذ بنصيبك، فقلت: وإنه لقد نصحت لي عمتي، فوالله لو أتيت هذا الرجل فإن رأيت ما يسرني أخذت، وإن رأيت غير ذلك رجعت، وكنت أضن بديني، فأتيت حتى وصلت المدينة في غير جوار، فانتهيت إلى المسجد فإذا أنا فيه بحلقة عظيمة، ولم أكن قط في قوم إلا عرفت، فلما إنتهيت إلى الحلقة سلمت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت ? قلت: أنا عدي بن حاتم الطائي، وكان أعجب شيء إليه أن يسلم عليه أشراف العرب ورؤوسهم، فوثب من الحلقة فأخذ بيدي فوجه بي إلى منزله، فبينا هو يمشي معي إذ نادته إمرأة وغلام معها يا رسول الله إن لنا إليك حاجة، فخلوا به قائماً معهما حتى أويت له من طول القيام، قلت في نفسي أشهد إنك بريء من ديني ودين النعمان بن المنذر، وإنك لو كنت ملكاً لم يقم معه صبي وإمرأة طول ما رأى، فقذف الله في قلبي له حباً، حتى إنتهيت إلى منزله، فألقى إلي وسادة حشوها ليف، فقعدت عليها، وقعد هو على الأرض فقلت في نفسي: وهذا ثم قال لي: ما أفردك من المسلمين إلا أنك سمعتهم يقولون لا إله إلا الله ? وهل من إله إلا الله ? وما أفردك من المسلمين ? إلا أنك سمعتهم يقولون الله أكبر فهل تعلم شيئاً هو أكبر من الله عز وجل ? فلم يزل حتى أسلمت وأذهب الله عز وجل ما كان في قلبي من حب النصرانية، فسألت فقلت: يا رسول الله أنا بأرض صيد وأن أحدنا يرمي الصيد بسهمه لم يقتص أثره ليوم أو ليومين ثم يجده ميتاً في سهمه فيأكله ? قال: نعم إن شاء.
    حدثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي قال ثنا ابن عون.... عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل كان يسمى أيمن أنه دخل على عدي بن حاتم فقال: إنه بلغني عنك حديث فأحببت أن أسمعه منك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت من أشد الناس له كراهية، كنت بأقصى أرض العرب مما يلي الروم، فكرهت مكاني أشد من كراهتي مكاني الأول، فقلت: لآتين هذا الرجل، فإن كان صادقاً لا يخفى علي، وإن كان كاذباً لا يخفى علي: فأتيت المدينة فاستشرفني الناس فقالوا: عدي بن حاتم عدي بن حاتم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عدي أسلم تسلم، قلت: لي دين قال: أنا أعلم بدينك منك، وما أنت أعلم بديني مني ألست ترأس قومك ? قال قلت: بلى، قال: ألست تأخذ المرباع ? قلت: نعم، قال: ذلك لا يحل لك في دينك قال: وكان ذلك أذهب ببعض ما في نفسي، قال: إنه يمنعك أن تسلم محاسبة من ترى حولنا وأنك ترى الناس علينا ألباً واحداً ? قلت: نعم، قال: أتيت الحيرة ? قلت: لا، وقد علمت مكانها قال: توشك الظعينة أن تخرج من الحيرة حتى تطوف البيت بغير جوار، ويوشك أن تفتح كنوز كسرى بن هرمز قلت: كنوز كسرى بن هرمز ? قال: كنوز كسرى. ويوشك الرجل أن يخرج المال من ماله لا يجد من يقبلها قال: فقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، وكنت في أول خيل أغارت على السواد، والله لتكونن الثالثة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    إسلام جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه

    حدثنا أحمد بن داود المكي قال ثنا إسماعيل بن مهران الواسطي قال ثنا زياد بن عباد المذحجي عن عمر بن موسى عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس قال:

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس، فقال يوماً: يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن عليه مسحة ملك فطلع جرير بن عبد الله البجلي في أحد عشر راكباً من قومه، فعلقوا ركابهم ثم دنوا فقال جرير: السلام عليكم يا معشر قريش أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال نبي الله عليه السلام: يا جرير أسلم تسلم إن غلظ القلوب والجفاء والحوب في أهل الوبر والصوف، يا جرير إنك لا تستحق حقيقة الإسلام ولا تستكمل بعد الإيمان حتى تدع عبادة الأوثان، يا جرير إني أحذرك الدنيا وحلاوة رضاعها ومرارة فطامها قال جرير: يا رسول الله أدع الله أن يشرح صدري للإسلام فقال: اللهم إشرح صدره للإسلام ولا تجعله من أهل الردة ولا تكثر له فيطغى، ولا تملي له فينسى، قال جرير: فما الذي أتيت وإني أريد أن أسألك عنه ? قال: أتيت وأنت تريد أن تسألني عن حق الوالد على ولده، إن من حق الوالد على ولده أن يخضع له في الغضب وأن يؤثره في الرضا، ومن حق الوالد على ولده أن يحسن أدبه ولا يجحد نسبه، إن المكافىء ليس بالواصل، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها فقال: والذي بعثك بالحق هذا أردت أن أسألك عنه، ما أردت أن أسألك عن شيء غيره، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، قال: أين تنزلون يا جرير ? قال: في أكناف ببيشة بين سلم وأراك، وسهل ودكداك، وحموض وتملاك ونخلة وضالة، وسدرة وآءة، ونجمة وأمثلة، شتاؤنا ربيع، وربيعنا لسريع، وماؤنا منبع، لا يقام ما تحتها، ولا يحسر صابحها، ولا يعزب سارحها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما أن خير الماء الشبم، وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك والسلم، إذا أخلف كان لجيناً، وإذا أكل كان لبيناً يسيراً، وإذا سقط كان دريناً، فقال جرير: يا رسول الله أخبرني عن السماء الدنيا والأرض السفلى، قال: خلق الله السماء الدنيا من الموج الملفوف، وحففها بالنجوم، وجعلها رجوماً للشياطين، وحفظاً من كل شيطان رجيم، وخلق الأرض السفلى من الزبد الحبار والماء الكبار، وجعلها فوق صخرة على ظهر حوت، يخرج منها الماء، فلو انخرق منها خرق لأدرت الأرض ومن عليها، سبحان خالق النور قال جرير: يا رسول الله أبسط يدك أبايعك، فبسط يده، فقال: يا رسول الله ما أعتقد ? قال: تعتقد أن لا إله إلا الله وأني عبد الله ورسوله قال: نعم قال: وأنت تقيم الصلاة وتؤدي الزكاة قال: نعم قال: وأن تصوم رمضان وتحج البيت قال: نعم قال: وأن تغتسل من الجنابة قال: نعم قال: وأن تسمع وتطيع وإن كان عبداً حبشياً قال: نعم.
    حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي قال ثنا محمد بن مقاتل المروزي قال ثنا حصين بن عمر الأحمسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال: لأي شيء جئت يا جرير ? قلت: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله، قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة، فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه ثم قال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.

    إسلام أبي ذر الغفاري
    رضي الله عنه

    حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي الدمشقي قال ثنا محمد بن عابد قال ثنا أبو طرفة عباد بن الريان اللخمي قال سمعت عروة بن رويم اللخمي يقول حدثني عامر بن كدين الأشعري قال سمعت أبا ليلى الأشعري يقول حدثني أبو ذر قال:

    إن أول ما دعاني إلى الإسلام أنا كنا قوماً عرباً فأصابتنا السنة فاحتملت أمي وأخي وكان اسمه أنيساً إلى أصهار لنا بأعلى نجد، فلما حللنا بهم أكرمونا، فلما رأى ذلك رجل من الحي، مشى إلى خالي فقال: تعلم أن أنيساً يخالفك إلى أهلك، قال: فحز في قلبه فانصرفت من رعية الإبل فوجدته كئيباً يبكي، فقلت: ما بكاؤك يا خال ? فأعلمني الخبر فقلت: حجز الله من ذلك إنا نعاف الفاحشة وإن كان الزمان قد أخل بنا، ولقد كدرت علينا صفو ما ابتدأتنا به، ولا سبيل إلى اجتماع، فاحتملت أمي وأخي حتى نزلنا بحضرة مكة، فقال أخي: إنى مدافع رجلاً على الماء بشعر، وكان رجلاً شاعراً، فقلت: لا تفعل، فخرج به اللجاج حتى دافع دريد بن الصمة صرمته إلى صرمته وأيم الله لدريد يومئذ أشعر من أخي، فتقاضينا إلى خنساء فقضت لأخي على دريد، وذلك أن دريداً خطبها إلى أبيها فقالت: شيخ كبير لا حاجة لي فيه، فحقدت ذلك عليه، فضممنا صرمته إلى صرمتنا، وكانت لنا هجمة، ثم أتيت مكة، فابتدأت بالصفا، فإذا عليه رجالات قريش وقد بلغني أن بها صائباً أو مجنوناً أو شاعراً أو ساحراً، فقلت: أين هذا الذي تزعمونه ? قالوا: هو ذاك حيث ترى، فانقلبت إليه ما جزت عنهم قيس حجر فوالله أكبوا على كل حجر وعظم ومدر وضرجوني بدمي فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصومت فيه ثلاثين يوماً لا أكل ولا شراب إلا من ماء زمزم، حتى إذا كانت ليلة قمراء أضحيان أقبلت إمرأتان من خزاعة وطافتا بالبيت، ثم ذكرتا أسافا ونائلة وهما وثنان وكانوا يعبدونهما، فأخرجت رأسي من تحت الستور، فقلت احملا أحدهما على صاحبه، فغضبتا ثم قالتا: أم والله لو كانت رجالنا حضوراً ما تكلمت بهذا، ثم ولتا فخرجت أقفو آثارهما حتى لقيتا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما أنتما ? ومن أين أنتما ? ومن أين جئتما، وما جاء بكما ? فأخبرتاه الخبر، فقال: أين تركتما الصحابيء ? فقالتا: تركناه بين الستور والبناء، فقال لهم: هل قال لكما شيئاً ? قالتا: نعم تكلم بكلمة تملأ الفم، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انسلتا وأقبلت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه عند ذلك فقال: من أنت? وممن أنت ? ومن أين جئت وما جاء بك ? فأنشأت أعلمه الخبر، فقال: من ما كنت تأكل وتشرب ? فقلت: من ماء زمزم فقال: أما إنه طعام طعم ومعه أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله إئذن لي أن أضيفه، قال: نعم ? ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأخذ أبو بكر بيدي حتى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بباب أبي بكر ثم دخل أبو بكر بيته، ثم أتى بزبيب من زبيب الطائف فجعل يلقيه لنا قبضا قبضا ونحن نأكل منه حتى تملأنا منه، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر فقلت: لبيك، فقال: إما إنه قد رفعت لي أرض وهي ذات نخل لا أحسبهما إلا تهامة، فأخرج إلى قومك فادعهم إلى ما دخلت فيه قال: فخرجت حتى أتيت أمي وأخي فأعلمتها الخبر، فقالا: ما بنا رغبة عن الدين الذين دخلت فيه، فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة فأعلمت قومي فقالوا: إنا قد صدقناك، ولكنا نلقى محمداً، فلما قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيناه، فقالت له غفار: يا رسول الله إن أبا ذر قد أعلمنا ما أعلمته، وقد أسلمنا وشهدنا إنك رسول الله، ثم تقدمت أسلم خزاعة فقالوا: يا رسول الله إنا قد رغبنا ودخلنا فيما فيه أخواتنا وحلفاؤنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ثم أخذ أبو بكر بيدي فقال: يا أبا ذر فقلت: لبيك يا أبا بكر فقال: هل كنت تأله في جاهليتك ? قلت: نعم لقد رأيتني أقوم عند الشمس فلا أزال مصلياً حتى يؤذيني حرها، فأخر كأني خفاء، فقال لي: فأين كنت توجه ? قلت: لا أدري إلا حيث وجهني الله حتى أدخل الله علي الإسلام.
    إسلام زيد بن سعنة
    رضي الله عنه

    حدثنا أحمد بن علي الأبار البغدادي قال ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال:

    لما أراد الله تعالى هدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا إثنتين لم أخبرهما منه، يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، فكنت ألطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله.
    قال زيد بن سعنة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الحجرات ومعه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال: يا رسول الله إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم أن أسلموا أتاهم الرزق وأصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت، فنظر إلى رجل إلى جانبه أراه علياً، فقال: يا رسول الله ما بقي منه شيء، قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه، فقلت: يا محمد هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ? فقال: لا يا يهودي ولكني أبيعك تمراً معلوماً إلى أجل كذا وكذا ولا يسمي حائط بني فلان قلت: نعم فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، فأعطاها الرجل فقال: أعجل عليهم وأعنهم بها، فإن زيد بن سعنة، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له: إلا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتكم يا بني عبد المطلب لمطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم، ونظرت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره وقال: يا عدو الله تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتصنع به ما أرى ? فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم، ثم قال: يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة إذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعً من تمر مكان ما رعته.
    قال زيد: فذهب بي عمر رضي الله عنه فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعاً من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة يا عمر ? فقال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك، قلت: وتعرفني يا عمر ? قلت: لا من أنت ? قلت: أنا زيد بن سعنة قال: الحبر ? قلت: الحبر قال: فما دعاك أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت وقلت له ما قلت ? يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا قد عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه، يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، فقد اختبرتهما فأخبرك يا عمر أني قد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وأشهدك أن شطر مالي فإني أكثرها مالاً صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال عمر: أو على بعضهم فإنك لا تسعهم، قلت: وعلى بعضهم فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي زيد رضي الله عنه في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر رضي الله عنه.

    إسلام عبد الله بن سلام
    رضي الله عنه


    حدثنا محمد بن العباس المؤدب مولى بني هاشم البغدادي ثنا عفان بن مسلم قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت ... وحميد عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخبر عبد الله بن سلام بقدومه وهو في نخله فأتاه فقال: إني أسائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي، فإن أخبرتني بها آمنت بك، وإن لم تعلمهن عرفت أنك لست بنبي، قال: وما هو ? فسأله عن الشبه وعن أول شيء يأكل أهل الجنة، وعن أول شيء يحشر الناس ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرنيهن جبريل عليه السلام آنفاً قال: ذاك عدو اليهود قال: أما الشبه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ذهب بالشبه وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ذهبت بالشبه، وأما أول شيء يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما أول شيء يحشر الناس فيه فنار تجيء من قبل المشرق فتحشرهم إلى المغرب. فآمن وقال: أشهد أنك رسول الله.
    قال عبد الله بن سلام: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإن هم سمعوا بإسلامي بهتوني فأخبئني عندك وابعث إليهم فخبأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث إليهم فجاؤوا فقال: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم ? فقالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا، قال: أرأيتم إن أسلم أتسلمون ? قالوا: أعاذه الله من ذلك، فقال: يا عبد الله بن سلام اخرج إليهم فأخبرهم فخرج إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، قالوا: بل شرنا وابن شرنا وجاهلنا وابن جاهلنا، قال ابن سلام: قد أخبرتك يا رسول الله أن اليهود قوم بهت.
    shemes
    shemes


    ذكر عدد الرسائل : 669
    العنوان : ملتقي الأحبه في الله
      : الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض 15781610
    تقييم العضو : 39
    نقاط التميز : 72
    تاريخ التسجيل : 04/07/2007

    الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض Empty رد: الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض

    مُساهمة من طرف shemes الجمعة 15 فبراير 2008, 8:09 pm

    إسلام سلمان الفارسي
    رضي الله عنه

    حدثنا أحمد بن داود المكي ثنا قيس بن حفص الدرامي قال ثنا مسلمة بن علقمة المازني قال ثنا داود بن أبي هند عن سماك بن حرب عن سلامة العجلي قال: جاء ابن أخت لي من الباسدية يقال له قدامة فقال لي ابن أختي: أحب أن ألقي سلمان الفارسي فأسلم عليه، فخرجنا فوجدناه بالمدائن، وهو يومئذ على عشرين ألفاً ووجدناه على سرير يسف خوصاً، فسلمنا عليه قلت: يا أبا عبد الله هذا ابن أخت لي قدم علي من البادية فأحب أن يسلم عليك، قال: وعليه السلام ورحمة الله قلت: يزعم أنه يحبك قال: أحبه الله، قال: فتحدثنا فقلنا له: يا أبا عبد الله ألا تحدثنا عن أصلك ومن أنت ? قال: أما أصلي وممن أنا، فأنا رجل من أهل رامهرمز، كنا قوماً مجوساً، فأتاه رجل نصراني من أهل الجزيرة، كانت أمه منا، فنزل فينا واتخذ فينا ديراً، وكنت في كتاب الفارسية فكان لا يزال غلام معي في الكتاب يجىء مضروباً يبكي، قد ضربه أبواه فقلت له يوماً ما يبكيك ? قال: يضربني أبواي، قلت: ولم يضربانك ? قال: أتى صاحب هذا الدير، فإذا علما ذلك ضرباني، وأنت لو أتيته سمعت منه حديثاً عجيباً قلت: فاذهب بي معك، فأتيناه فحدثنا عن بدء الخلق، وعن بدء خلق السموات والأرض والجنة والنار، قال: فحدثنا بأحاديث عجب، فكنت أختلف إليه معه، وفطن لنا غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا، فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا: يا هذا إنك قد جاورتنا فلم تر في جوارنا إلا الحسن، وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك، ونحن نخاف أن تفسدهم علينا أخرج عنا، قال: نعم فقال لذلك الغلام الذي كان يأتيه: اخرج معي، قال: لا أستطيع ذلك، قد علمت شدة أبوي علي، قلت: لكني أخرج معك، وكنت يتيماً لا أب لي، فخرجت معه، فأخذنا جبل رامهرمز، فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر، حتى قدمنا الجزيرة، فقدمنا نصيبين، فقال لي صاحبي: يا سلمان إن ههنا قوماً هم عباد أهل الأرض، وأنا أحب أن ألقاهم قال: فجئنا إليهم يوم الأحد وقد اجتمعوا، فسلم عليهم صاحبي، فحيوه وبشوا به، وقالوا أين كانت غيبتك ? قال: كنت في إخوان لي من قبل فارس فتحدثنا ما تحدثنا، ثم قال لي صاحبي: قم يا سلمان إنطلق، فقلت: لا دعني مع هؤلاء، قال: إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء، هؤلاء يصومون الأحد إلى الأحد، ولا ينامون هذا الليل، إذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة، وكنت فيهم حتى أمسينا، فجعلوا يذهبون واحداً واحداً إلى غاره الذي يكون فيه، فلما أمسينا قال ذلك الرجل الذي من أبناء الملوك: هذا الغلام لا تضعوه ليأخذه رجل منكم، فقالوا: خذه أنت فقال: هلم يا سلمان، فذهب بي معه حتى أتى غاره الذي يكون فيه، فقال: يا سلمان هذا خبز وهذا أدم، فكل إذا غرثت وصم إذا نشطت، وصل ما بدا لك، ونم إذا كسلت، ثم قام إلى صلاته فلم يكلمني إلا ذاك، ولم ينظر إلي، فأخذني الغم تلك السبعة أيام لا يكلني أحد، حتى إذا كان الأحد، فانصرف إلي فذهبنا إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون، قال: وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضاً، ويسلم بعضهم على بعض، ثم لا يلتقون إلى مثله.
    قال: فرجعنا إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال أول مرة: هذا خبز وأدم فكل منه إذا غرثت، وصم إذا نشطت، وصل ما بدا لك، ونم إذا كسلت، ثم دخل في صلاته، فلم يلتفت إلي ولم يكلمني إلى الأحد الآخر، فأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار، فقلت: أصبر أحدين أو ثلاثة، فلما كان يوم الأحد رجعنا إليهم، فأفطروا واجتمعوا فقال لهم: إني أريد بيت المقدس، فقالوا: وما تريد إلى ذلك ? فقال: لا عهد لي به، قالوا: إنا نخاف أن يحدث بك حادث فيليك غيرنا، وكنا نحب أن نليك، قال: لا عهد لي به، فلما سمعته يذكر ذلك فرحت، قلت: نسافر ونلقى الناس، فيذهب عني الغم الذي كنت أجد، فخرجنا أنا وهو، وكان يصوم من الأحد إلى الأحد، ويصلي الليل كله ويمشي النهار، فإذا نزلنا قام يصلي، فلم يزل ذلك دأبه، حتى انتهينا إلى بيت المقدس، وعلى بابه رجل مقعد يسأل الناس، فقال: أعطني، فقال: ما معي شيء، فدخلنا بيت المقدس، فلما رآه أهل بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به، فقال لهم غلامي هذا فاستوصوا به، فذهبوا بي فأطعموني خبزاً ولحماً، ودخل في الصلاة فلم ينصرف إلي حتى كان يوم الأحد الآخر، ثم انصرف فقال لي: يا سلمان أني أريد أن أضع رأسي، فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني، فوضع رأسه نام فبلغ الظل الذي قال فلم أيقظه مأواة له مما ذاق من اجتهاده ونصبه، فاستيقظ مذعوراً، فقال: يا سلمان ألم أكن قلت لك: إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني ? قلت: بلى لكن إنما منعني من ذلك مأواة لما رأيت من دأبك، قال: ويحك يا سلمان إني أكره أن يفوتني شيء من الدهر لم أعمل لله عز وجل فيه خيراً، ثم قال: إعلم يا سلمان أن أفضل دين اليوم النصرانية، قلت: ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية ? كلمة ألقيت على لساني، قال: نعم يوشك أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإذا أدركته فاتبعه وصدقه، قلت: وإن أمرني أن أدع النصرانية ? قال: نعم فإنه نبي لا يأمر إلا بالحق ولا يقول إلا حقاً، والله لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها، ثم خرجنا من بيت المقدس فمررنا على ذلك المقعد فقال له: دخلت فلم تعطني وهذا تخرج فأعطني فالتفت فلم يجد حوله أحداً قال: فأعطني يدك فأخذ بيده فقال: قم بإذن الله، فقام صحيحاً سوياً فتوجه نحو أهله، فاتبعه بصري تعجباً مما رأيت وخرج صاحبي فأسرع المشي وتبعته، فتلقاني رفقة من كلب أعرابي فسبوني، فحملوني على بعير وشدوني، فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة فاشتراني رجل من الأنصار فجعلني في حائط له من نخل فكنت فيه.
    قال: ومن ثم تعلمت عمل الخوص اشترى خوصاً بدرهم فاعمله فأبيعه بدرهمين فأراد أحدهما في الخوص واستنفق درهماً أحب أن آكل من عمل يدي، وهو يومئذ أمير على عشرين ألفاً.
    فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلاً قد خرج بمكة يزعم أن الله تعالى أرسله فمكثنا ما شاء الله أن نمكث، فهاجر إلينا وقدم علينا، فقلت: والله لأجربنه فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم، ثم طبخته فجعلت قصعة من ثريد، فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي، حتى وضعتها بين يديه فقال: ما هذه أصدقة أم هدية ? قلت: بل صدقة فقال لأصحابه: كلو بسم الله وأمسك ولم يأكل، فلبثت أياماً، ثم اشتريت لحماً أيضاً بدرهم فاصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته بها فوضعتها بين يديه فقال: ما هذه هدية أم صدقة ? قلت: بل هدية، فقال لأصحابه: كلو بسم الله. وأكل معهم قلت: هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فنظرت بين كتفيه فرأيت خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت، ثم قلت له ذات يوم: يا رسول الله أي قوم النصارى ? قال: لا خير فيهم وكنت أحبهم حباً شديداً لما رأيت من اجتهادهم، ثم إني سألته أيضاً بعد أيام: يا رسول الله أي قوم النصارى ? قال: لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم قلت في نفسي: فأنا والله أحبهم.

    قال: وذاك والله حين بعث السرايا وجرد السيف فسرية تدخل تخرج والسيف يقطر، قلت: يحدث بي الآن أني أحبهم فيبعث إلي فيضرب عنقي، فقعدت في البيت، فجاءني الرسول ذات يوم فقال: يا سلمان أجب قلت: من ? قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: هذا والله الذي كنت أحذر، قلت: نعم أن أذهب حتى ألحقك قال: لا والله حتى تجيء وأنا أحدث نفسي أن لو ذهب أن أفر فانطلق بي فانتهيت إليه فلما رآني تبسم وقال لي: يا سلمان أبشر فقد فرج الله عنك ثم تلا علي هؤلاء الآيات "الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون. وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا آمنا به إن الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين. أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرأون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون. وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين" قلت: والذي بعثك بالحق لقد سمعته يقول: لو أدركته وأمرني أن أوقع في النار لوقعتها إنه نبي لا يقول إلا حقاً ولا يأمر إلا بالحق.
    حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري قال ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ....
    قال ثنا عبد الله بن عبد القدوس قال ثنا عبيد المكتب قال حدثني أبو الطفيل قال حدثني سلمان قال: كنت رجلاً من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق، فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي: إن الذي تطلب إنما هو بالمغرب فخرجت حتى أتيت الموصل فسألت عن أفضل رجل بها فدللت على رجل في صومعة ثم ذكر نحوه.
    وقال في آخره: فقلت لصاحبي: يعني نفسي، قال: نعم على أن تنبت لي مائة نخلة، فإذا نبتن جئتني بوزن نواة من ذهب فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتر نفسك بالذي سلك وائتني بدلو من ماء البئر التي كنت تسقي منها النخل قال: فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ثم سقيتها فوالله لقد غرست مائة نخلة فما غادرت منها نخلة إلا نبتت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن النخل قد نبتن فأعطاني قطعة من ذهب فانطلقت بها فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر نواة فوالله ما استقلت القطعة الذهب من الأرض قال: وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأعتقني.
    إسلام أبي قرصافة
    واسمه جندرة بن خيشنة رضي الله عنه

    حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني قال ثنا أيوب بن علي بن الهيصم قال زياد بن سيار قال أخبرتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة أنها سمعت جدها أبا قرصافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان بدء إسلامي أني كنت يتيماً بين أمي وخالتي وكان أكثر ميلي إلى خالتي، وكنت أرعى شويهات لي، وكانت خالتي كثيراً ما تقول لي: يا بني لا تمر إلى هذا الرجل تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغويك ويضلك، فكنت أخرج حتى آتي المرعي، فأترك شويهاتي، ثم آتي النبي صلى الله عليه وسلم، فلا أزال عنده أسمع منه، ثم أروح بغنمي صمراً يابسات الضروع، وقالت لي خالتي: ما لغنمك يابسات الضروع ? قلت: ما أدري ثم عدت إليه اليوم الثاني، ففعل كما فعل في اليوم الأول غير أني سمعته يقول: أيها الناس هاجروا وتمسكوا بالإسلام فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد ثم إني رجعت بغنمي كما رجعت اليوم الأول، ثم عدت إليه في اليوم الثالث، فلم أزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمع منه حتى أسلمت وبايعت وصافحته بيدي، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنيماتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: جئني بالشياه فجئته بهن فمسح ضروعهن وظهورهن ودعا فيهن بالبركة، فامتلأت شحماً ولبناً، فلما دخلت على خالتي بهن قالت: يا بني هكذا فارغ، قلت: يا خالة ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم، ولكن أخبرك بقصتي، وأخبرتها بالقصة، وإتياني النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرتها بسيرته وبكلامه، فقالت أمي وخالتي: إذهب بنا إليه، فذهبت أنا وأمي وخالتي، فأسلمتا وبايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصافحناه، فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال زياد: وكان أبو قرصافة يسكن أرض تهامة.

    إسلام عمرو بن عبسة السلمي
    رضي الله عنه ويكنى أبا نجيح



    حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي قال ثنا يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون مهران قال ثنا عكرمة بن عمار قال حدثني شداد بن عبد الله الدمشقي قال ثنا أبو أمامة الباهلي... قال قلت لعمرو بن عبسة: بأي شيء تدعي ربع الإسلام ? قال: إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، لا أرى الأوثان شيئاً، ثم سمعت الرجال تخبر أخباراً بمكة وتحدث أحاديث، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً، وإذا قومه عليه جرآء فتلطفت له، فدخلت عليه فقلت: ما أنت ? قال: أنا نبي قلت: وما نبي ? قال: رسول الله قلت: الله أرسلك ? قال: نعم قلت: بأي شيء أرسلت ? قال: بتوحيد الله لا تشرك به شيئاً وكسر الأوثان وصلة الرحم قلت: فمن معك على هذا ? قال: حر وعبد وإذا معه أبو بكر بن أبي قحافة وعبد بلال مولى أبو بكر قلت: إني معك متبعك قال: لا تستطيع ذلك يومك هذا ولكن إرجع إلى أهلك فإذا سمعت أني قد ظفرت بالحق بي فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة فجعلت أتخير الأخبار، حتى جاء ركب من يثرب فقلت: ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم ? قالوا: أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه فركب الناس إليه سراعاً.
    قال عمرو بن عبسة: فركبت رحلتي حتى قدمت المدينة، فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله أتعرفني ? قال: معك ألست الذي أتيتني بمكة ? قلت: بلى فعلمني ما علمك الله قال: فإذا صليت الصبح فاقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فلا تصل حتى ترتفع، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، فإذا ارتفعت قيد رمح فصل، فإن الصلاة مشهودة لحضوره، حتى يستقل الرمح بالظل، ثم أقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسعر جهنم، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، فإذا صليت فاقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد له الكفار قال: فقلت يا نبي الله أخبرني عن الوضوء، قال: ما منكم رجل يقرب من وضوئه ثم يمضمض ويستنشق إلا خرجت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين يستنثر ثم يغسل وجهه كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا يديه من أطراف أنامله من الماء، ثم يمسح رأسه كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه من الماء، ثم يقوم فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو له أهل، ثم يركع ركعتين إلا انصرف من ذنوبه كهيأة يوم ولدته أمه.
    قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة أنظر ما تقول سمعت هذا كله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? أيعطى الرجل هذا كله في مقامه ? فقال عمرو بن عبسة: يا أبا أمامة كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي من حاجة أن أكذب على الله عز وجل وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً، لقد سمعت منه سبع مرات أو أكثر من ذلك.
    حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال ثنا نمي قال ثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس عن حبيب بن أبي أوس قال حدثني عمر بن العاص من فيه إلى أذني قال:


    لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش فقلت لهم أترون رأي وتسمعون مني ? قالوا: نعم، فقلت: إني أرى أمر محمد يعلو الأمور علواً شديداً، وإني قد رأيت رأياً فما ترون فيه قالوا وما هو ? قلت: أرى أن نلحق بالنجاشي، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فنكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن منهم من قد عرفونا، ولا يأتينا منهم إلا خير، قالوا إن هذا لرأي، فقلت: فاجمعوا هدايا نهديها له، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، قال: فجمعنا له أدماً كثيراً، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخلوا عليه ثم خرجوا من عنده، فقلت لهم يعني أصحابه، هذا عمرو بن أمية فلو دخلنا عليه فقدمنا إليه هدايانا فسألته إياه فأعطانيه فقتلته، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول رسول الله محمد، قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنا نصنع به، فقال: مرحباً بك هل أهديت إلي من بلادك أشياء ? قلت: نعم أهديت لك أيها الملك أدماً كثيراً، قال: فقربته إليه فاشتهاه وأعجبه، فقلت: أيها الملك إني رأيت رجلاً خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه فأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب ومد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه كاسره، قال: فلو انشقت لي الأرض فدخلت منها فرقاً منه، فقلت: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتك قال: تسألني أن أعطيك رجلاً لتقتله وهو رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ? فقلت له: كذلك هو ? قال: نعم، ثم قال: ويحك يا عمرو أطعني وأتبعه، فوالله إن على الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى صلى الله عليه وسلم على فرعون وجنوده، فقلت له: أفتبايعني له على الإسلام ? قال: نعم، فبسط يده فبايعته على الإسلام، ثم خرجت من عنده إلى أصحابي وقد حال رأيي رأي عمرو عما كان عليه وكتمت أصحابي إسلامي، ثم خرجت عامداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت إلى أين يا أبا سليمان ? فقال: والله لقد استقام المنسم، وإن الرجل لعلى الحق، وأنا أذهب لأسلم، فقلت: وأنا أيضاً فقدمنا المدينة فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم خالد وأسلم وبايع وتقدمت أنا وقلت وأنا أبايع وذكرت ما تقدم من ذنبي ولم أذكر ما استأخر، فقال: بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله، والهجرة تجب ما كان قبلها.
    shemes
    shemes


    ذكر عدد الرسائل : 669
    العنوان : ملتقي الأحبه في الله
      : الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض 15781610
    تقييم العضو : 39
    نقاط التميز : 72
    تاريخ التسجيل : 04/07/2007

    الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض Empty رد: الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض

    مُساهمة من طرف shemes الجمعة 15 فبراير 2008, 8:11 pm

    حدثنا إسماعيل بن إسحاق السراج النيسابوري قال ثنا إسحاق بن راهويه قال ثنا النضر بن شميل ... قال ثنا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال:

    استأذن جعفر بن أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتأذن لي أن آتي أرضاً أعبد الله فيها لا أخاف أحداً، قال: فإن له، فأتى النجاشي قال عمير: فحدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت مكانه حسدته لاستقبلن لهذا وأصحابه، فأتيت النجاشي فدخلت عليه فقلت: إن بأرضك رجلاً ابن عمه بأرضنا، وإنه يزعم ليس للناس إلا إله واحد وإنك إن لم تقتله وأصحابه لم أقطع إليك هذه النطفة أنا ولا أحد من أصحابي، قال: أدعه، قلت: إنه لا يجيء معه فأرسل معي رسولاً، قال: فجاء فانتهينا إلى الباب، فناديت فقلت: أتأذن لعمرو بن العاص، ونادى هو من خلفي: أتأذن لحزب الله، فسمع صوته فأذن له من قبل، فدخل هو وأصحابه، ثم أذن لي فجلست - فذكر أين كان مقعده من السرير - قال: فذهبت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلفي، وجعلت بين كل رجلين من أصحابه رجلاً من أصحابي، فقال النجاشي: نجروا قال عمير: أي تكلموا فقلت: إن بأرضك رجلاً ابن عمه بأرضنا وهو يزعم أن ليس للناس إلا إله واحد، وإنك إن لم تقتله وأصحابه لم تقطع إليك هذه النطفة أنا ولا أحد من أصحابي أبداً، فقال جعفر: صدق ابن عمي وأنا على دينه وصاح صياحاً وقال: أوه، حتى قلت: وما لابن الحبشية لا يتكلم، ثم قال: أنا موسى مثل ناموس موسى ? قال: ما يقول في عيسى ابن مريم ? قال: يقول: هو روح الله وكلمته فتناول شيئاً من الأرض فقال: ما أخطأ في أمره مثل هذه، فوالله لولا ملكي لاتبعتكم وقال لي: ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك، يا هذا أنت آمن في أرضي فمن ضربك قتلته ومن سبك غررته، وقال لآذنه: متى استأذنك هذا فائذن له إلا أن أكون عند أهلي، فأخبره أني عند أهلي فإن أبى فائذن له فتفرقنا ولم يكن أحد ألقاه أحب إلي من جعفر فاستقبلني في طريق مرة فنظرت خلفه فلم أر أحداً، ونظرت خلفي فلم أر أحداً فدنوت منه، فقلت له: تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: فقد هداك الله فاثبت فتركني وذهب أصحابي وكأنما شهدوه معي، فأخذوا قطيفة أو ثوباً فجعلوه علي حتى غموني بها قال: وجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه الناحية مرة حتى أفلت وما علي قشرة فمررت على حبشية فأخذت قناعها على عورتي، فأتيت جعفراً فدخلت عليه فقال: ما لك? فقلت: أخذ كل شيء لي، ما ترك لي قشرة، فأتيت حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي فانطلق وانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب الملك، فقال جعفر لآذنه: استأذن لي، فقال: إنه عند أهله، قال: استأذن لي، فأذن له، فقال: إن عمراً تابعني على ديني، فقال: كلا، قال: بلى: فقال لإنسان: إذهب معه فإن فعل فلا يقولن شيئاً إلا كتبته قال: فجاء فقلت: نعم، فجعلت أقول وجعل يكتب حتى كتبت كل شيء حتى القدح، ولو شئت آخذ شيئاً من أموالهم إلى مالي لفعلت.

    حديث جعفر بن أبي طالب مع عمرو وعمارة عند النجاشي
    حديث جعفر بن أبي طالب مع عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد عند النجاشي



    حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري قال ثنا محمد بن أدم المصيصي قال ثنا أسد بن عمرو البجلي الكوفي قال ثنا مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي .....عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال:

    بعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية من أبي سفيان إلى النجاشي، فقالوا له ونحن عنده: قد بعثوا إليك إناساً من سفلتهم وسفهائهم فادفعهم إلينا، قال: لا حتى أسمع كلامهم، فبعث إلينا فقال: ما تقولون ? قلنا: إن قومنا يعبدون الأوثان، وإن الله عز وجل بعث إلينا رسولاً، فآمنا به وصدقناه، فقال لهم النجاشي: عبيدهم لكم ? قالوا: لا، قال: فلكم عليهم دين ? قالوا: لا، قال: فخلوا سبيلهم، فخرجنا من عنده، فقال عمرو بن العاص: إن هؤلاء يقولون في عيسى غير ما تقولون، قال: إن لم يقولون في عيسى مثل ما أقول لم أدعهم في أرضي ساعة من نهار، قال: فأرسل إلينا وكانت الدعوة الثانية أشد علينا من الأولى، فقال: ما يقول صاحبكم في عيسى ابن مريم ? فقلنا يقول: هو روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول، قال: فأرسل فقال: ادعوا فلاناً القس وفلاناً الراهب، فأتاه ناس منهم، فقال: ما تقولون في عيسى ابن مريم ? قالوا: أنت أعلمنا فما تقول ? فقال النجاشي وأخذ شيئاً من الأرض ثم قال: هكذا عيسى، ما زاد على ما قال هؤلاء مثل هذا، ثم قال لهم: أيؤذيكم أحد ? قالوا: نعم فأمر منادياً فنادى من آذى أحداً منهم فأغرموه أربعة دراهم، ثم قال: يكفيكم ? فقلنا: لا، فأضعفها فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وظهر بها قلنا له: إن صاحبنا خرج إلى المدينة وهاجر وقتل الذين كنا حدثناك عنهم وقد أردنا الرحيل فزودنا، قال: نعم، فحملنا وزودنا وأعطانا ثم قال: أخبر صاحبك بما صنعت إليكم، وهذا رسولي معك وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وإنه رسول الله، وقل له يستغفر لي، قال: فخرجنا حتى أتينا المدينة فتلقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقني فقال: ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح أو بقدوم جعفر ? فسله ما صنع به صاحبنا فقلت: نعم قد فعل بنا قد فعل كذا وكذا وحملنا وزودنا ونصرنا وشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسوله وقال: قل له: يستغفر لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات: اللهم إغفر للنجاشي فقال المسلمون: آمين، قال جعفر فقلت للرسول: إنطلق فأخبر صاحبك ما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم.
    حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي قال ثنا العلاء بن هلال قال ثنا طلحة بن زيد، عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ... عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال: لما قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدمهم بنفسه فقال: إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين.
    حدثنا جعفر بن محمد الفريابي القاضي قال ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال ثنا عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم سلمة عن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
    أن النجاشي سأله ما دينكم ? قال: بعث فينا رسول نعرف لسانه وصدقه ووفائه، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً وخلع ما كان يعبد قومنا وغيرهم من دونه، يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر، وأمرنا بالصلاة والصيام، والصدقة وصلة الرحم. فدعانا إلى ما نعرف وقرأ علينا تنزيلاً جاء من عند الله لا يشبهه غيره، فصدقناه، وأمنا به، وعرفنا أن ما جاء به حق من عند الله، ففارقنا منذ ذلك قومنا، فأذونا وقهرونا، فلما أن بلغوا منا ما نكره ولم نقدر أن نمتنع منهم خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك، قال النجاشي: إذهبوا فأنتم سيوم بأرضي يقول آمنون، من سبكم غرم.
    حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري... عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب وأبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي لأصحابه وهو بالمدينة فصلوا خلفه وصلى عليه وكبر أربعاً.
    حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: توفي اليوم رجل صالح أصحمة هلم فصفوا وصلوا عليه فصففنا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن معه.

    إسلام قيس بن عاصم المنقري
    رضي الله عنه

    حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج قال ثنا علي بن الجعد قال ثنا محمد بن يزيد الواسطي قال ثنا زياد الجصاص عن الحسن قال حدثني قيس بن عاصم المنقري قال:
    قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني سمعته يقول: هذا سيد أهل الوبر قال: فلما نزلت أتيته فجعلت أخدمه، قال: قلت يا نبي الله المال الذي لا يكون على فيه تبعة من حيث أصابني وعياله كثروا، قال: نعم المال أربعون والأكثر ستون وويل لأصحاب المائتين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها ونحر سمينها، فأطعم القانع والمعتر قال: قلت يا نبي الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها يا نبي الله لا يحل بالوادي الذي أنا فيه لكثرة إبلي، قال: فكيف تصنع ? قال: يغدو الإبل ويغدو الناس فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به، قال: فما تصنع بأفقار الظهر ? قلت: إني لا أفقر الصغير ولا ألتاب المدبر الكبير قال: فمالك أحب إليك أم مال مواليك ? قلت: مالي أحب إلي من مال موالي، قال: فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت وإلا فلموالي، قال: فقلت والله لئن بقيت لأفين عددها.
    قال الحسن: ففعل والله، فلما حضرت قيساً الوفاة قال: يا بني خذوا عني، لا أحد أنصحك لكم مني، إذا أنا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فيستسفهكم الناس، فهونوا عليكم وعليكم باستصلاح المال فإنه منبهة الكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء، إن أحداً لم يسأل إلا ترك كسبه، وإذا مت فلا تنوحوا علي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن النياحة، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم، وإذا دفنتموني فلا تدفنوني في موضع يطلع علي فيه أحد، فإنه قد كان بيني وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية فإني أخاف أن ينبشوني فيصنعون من ذلك ما يذهب فيه دينكم ودنياكم.
    قال الحسن: نصح لهم في الحياة ونصح لهم في الممات.
    shemes
    shemes


    ذكر عدد الرسائل : 669
    العنوان : ملتقي الأحبه في الله
      : الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض 15781610
    تقييم العضو : 39
    نقاط التميز : 72
    تاريخ التسجيل : 04/07/2007

    الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض Empty رد: الأحاديث الطوال:إلى ملوك الأرض

    مُساهمة من طرف shemes الجمعة 15 فبراير 2008, 8:14 pm

    حديث ثعلبة بن حاطب

    حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا معان بن رفاعة عن علي... ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

    يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً، قال: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير لك من كثير لا تطيقه ثم رجع إليه فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً. فقال: ويحك يا ثعلبة أتريد أن تكون مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ? والله لو سألت الله أن يجعل لي الجبال ذهباً لسألت. ثم رجع إليه فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً، لئن أتاني مالاً لأوتين كل ذي حق حقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارزق ثعلبة مالاً الله ارزق ثعلبة مالاً قال: فاتخذ مالاً. فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت عنه أزقة المدينة، فتنحى بها وكان يشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة، فتنحى بها، فكان يشهد الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يخرج إليها، ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات فيتلقى الركبان فيقول: ماذا عندكم من الخبر? وما كان من أمر الناس ? وأنزل الله عز وجل على رسوله "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" قال: واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقات رجلين رجل من الأنصار ورجل من بني سلمة، وكتب لهما سنة الصدقات وأسنانها وأمرهما أن يصدقا الناس، وأن يمرا بثعلبة فيأخذا منه صدقة ماله، ففعلا، حتى ذهبا إلى ثعلبة، فاقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: صدقا الناس فإذا فرغتما فمرا بي، ففعلا، فقال: والله ما هذه إلا أخية الجزية، فانطلقا حتى لحقا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله جل ثناؤه: "ومنهم من عاهد اللّه لئن أتانا اللّه من فضله لنصَّدَّقن" إلى قوله: "يكذبون" فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلته حتى أتى ثعلبة، فقال: ويحك يا ثعلبة هلكت. أنزل الله فيك من القرآن كذا وكذا، فأقبل ثعلبة وقد وضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول: يا رسول الله يا رسول الله فلم يقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقته، حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر قد عرفت موقعي من قومي ومكاني من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل مني، فأبى أن يقبله، ثم أتى عمر رضي الله عنه، فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عثمان رضي الله عنه، فأبى أن يقبل منه، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه.


    حديث جابر بن عبد الله في ترك الجمعة

    حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا فضيل بن مرزوق عن الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوي البصري عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على منبره: يا أيها الناس توبوا إلى الله قيل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وبكثرة الصدقة في السر والعلانية تؤجروا وتنصرفوا وترزقوا، واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة فريضة مكتوبة في مقامي هذا، في يومي هذا، وفي شهري هذا، في عامي هذا إلى يوم القيامة على من وجد إليها سبيلاً، فمن تركها في حياتي أو بعد موتي جحوداً بها أو استخفافاً بها وله إمام جائر أو عادل، فلا جمع الله شمله، ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له، ولا زكاة له، ألا ولا حج له، ألا ولا صوم له، ألا ولا له بر له حتى يتوب، فمن تاب، تاب الله عليه، ألا ولا تؤمن امرأة رجلاً، ولا يؤمن أعرابي مهاجراً، ولا يؤمن فاجر مؤمناً ?إلا سلطان إلا أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه

    حديث قس بن ساعدة الإيادي

    حدثنا محمد بن السري بن مهران الناقد البغدادي ثنا محمد بن حسان السمتي... ثنا محمد بن حجاج اللخمي عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال:

    قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يعرف قس بن ساعدة الأيادي ? قالوا: كلنا نعرفه يا رسول الله فيه، فما فعل ? قالوا: هلك، قال: فما أنساه بعكاظ في الشهر الحرام وهو على جمل أحمر وهو يخطب الناس ويقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فآت، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً مهاد موضوع وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، وأقسم قس فسماً حقاً، لئن كان في الأرض رضاً، ليكونن بعده سخط، إن لله لديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون ? أرضوا بالإقامة فأقاموا أم تركوا فناموا ? ثم قال صلى الله عليه وسلم: أمنكم من يروي شعره ?. فأنشده بعضهم:
    في الذاهـبـين الأولـين ****** من القرون لنا بصـائر
    لمـا رأيت مـــوارداً ****** للموت ليس لها مصادر
    ورأيت قومي نحـوهـا ****** يسعى الأصاغر والأكابر
    لا يرجع الماضـي إلـيّ ****** ولا من الباقين غـابـر
    أيقنت أنـي لا مـحـالة ****** حيث صار القوم صائر

    حديث رسول الله إلى ملوك الأرض

    حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض

    حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه إسماعيل بن عياش حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير... عن المسور بن مخرمة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: إن الله بعثني رحمة للناس كافة، فأدوا عني رحمكم الله، ولا تختلفوا كما اختلفت الحواريون على عيسى عليه السلام، فإنه دعاهم إلى مثل ما دعوتكم إليه، فأما من قرب مكانه فإنه أجاب وسلم، وأما من بعد مكانه فكرهه. فشكى عيسى ابن مريم ذلك إلى الله عز وجل، فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذي وجه، فقال لهم عيسى: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فأمضوا فافعلوا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن يا رسول الله نؤدي عنك، ابعث بنا حيث شئت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى صاحب هجر وبعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعياذ إبني جنلدي ملكي عمان، وبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فرجعوا جميعاً قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم غير عمرو بن العاص. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو بالبحرين.

    حديث هرقل ملك الروم مع أبي سفيان بن حرب

    حدثنا هارون بن كامل السراج المصري ثنا عبد الله بن صالح ثنا??? الليث حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره: أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجاراً بالشام في المدة التي هادن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه بابلياً، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعا ترجمانه، فقال: قل لهم أيهم أقرب نسب بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ? فقال أبو سفيان: أنا أقربهم به نسباً، فقال: ادن مني، وقربوا أصحابه، فجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم أني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، قال أبو سفيان: فوالله لولا الحياء أن يأثروا على الكذب لكذبته، ثم قال: أول شيء سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم? قلت: هو فينا ذو نسب.
    قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قبله ? قلت: لا.
    قال: فهل كان من آبائه ملك ? فقلت: لا.
    قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ? قلت: بل ضعفاؤهم.
    قال: يزيدون أم ينقصون ? قلت: بل يزيدون.
    قال: فهل منهم أحد يرتد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ? قلت: لا.
    قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب ? قلت: لا.
    قال: فهل يغدر ? قلت: لا، ونحن منه في هدنة لا ندري ما هو فاعل فيها.
    قال: ولم يمكنني كلمة فيها غير هذه الكلمة.
    قال: فهل قاتلتموه ? قلت: نعم.
    قال: كيف كان قتالكم إياه ?
    قال: فقلت: يكون الحرب بيننا وبينه سجالاً ودولاً ينال منا وننال منه.
    قال: فماذا يأمركم به ? قال: قلت: يقول: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما كان يعبد آباؤكم، ويأمر بالصلاة والصدقة، وبالعفاف وبالصلة. فقال للترجمان: إني سألته عن نسبه فزعمت أن فيكم ذو نسب. وكذلك الرسل تبعث في نسب قومهم. وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول قبله ? فزعمت أن لا فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت: رجل ائتم بقول قيل قبله. وسألتك: هل كان من آبائه ملك ? فزعمت أن لا فقلت: لو كان من آبائه ملك، قلت: رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ? فزعمت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ? فزعمت أن ضعفاؤهم الذين اتبعوه وهم أتباع الرسل. وسألتك: هل يزيدون أم ينقصون ? فزعمت أنهم يزيدون.
    وكذلك الإيمان حتى يتم. وسألتك: هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب. وسألتك: هل يغدر ? فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون.
    وسألتك: كيف قتالكم إياه ? فزعمت أن الحرب بينكم سجال ودول، وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة.
    وسألتك: عما يأمركم به ? فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة، فإن كان ما تقول حقاً يوشك أن يملك موضع قدمي هاتين وهو نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أكن أظن أنه منكم، ولو أعلم أني أخلص إليه لالتمست لقيه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه.
    قال: ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية الكلبي إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل، فقرأه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم. أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الإريسيين، "ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا اللّه ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللّه فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".
    قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده اللغط وارتفعت الأصوات. قال: وخرجنا، فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد ارتفع أمر ابن أبي كبشة أنه يخافه ملك بني الأصفر، قال: فما زلت مستيقناً أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام.
    وكان ابن ناطورا صاحب إيليا وهرقل أسقفه على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيليا أصبح يوماً خبيث النفس، فقال له بعض بطارقته: لقد استنكرنا هيأتك.
    قال: وكان هرقل رجلاً حزاء ينظر في النجوم. فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، قال: فمن يختتن من هذه الأمم قال: يختتن اليهود، قال: فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مدائن ملكك فليقتلوا من فيها من اليهود، فبينما هم على ذلك أتى هرقل رجل أرسل به ملك غسان أن يخبره خبر ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ? فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن، فسأله عن العرب فأخبره أنهم يختتنون فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية ونظير له في العلم، وسار هرقل إلى حمص، فلم يرم حمص حتى جاءه كتاب صاحبه فوافق رأي هرقل على خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه نبي، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمر بالأبواب فأغلقت، ثم أطلع عليهم فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشاد أن يثبت لكم ملككم ? تتبعون هذا النبي، فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد أغلقت، فلما رأى هرقل ذلك ويئس من إيمانهم قال: ردوهم علي، فقال: إني قلت لكم مقالتي التي قلت لكم آنفاً لأختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحب. فسجدوا له ورضوا عنه، وكان ذلك في آخر حديثه.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024, 2:28 am