بلال دياب طالب بكلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة، شاب مصري عادي وقف في مؤتمر حاشد يطالب رئيس الوزراء د. أحمد نظيف بالإفراج عن الشباب المعتقلين. .... مازال فى طلاب مصر من يقف أمام رئيس وزرائها فى ظل حكومة الطوارئ والمحاكمات العسكرية للاخوان واعتقال شباب الانترنت ومحاكمة الصحفيين، مازال فى شباب مصر من يقف ليقول كلمة الحق غير عابئ بكل هذه المعوقات .... تحية إليه وإلى كل من قال كلمة الحق مهما كانت الظروف. ولكى يتعرف الشباب على ماقام به بلال أنقل نص حواره مع موقع شبكة الأخبار العربية "محيط" على الانترنت
*******************************
محيط: هل رتبت لمقاطعة رئيس الوزراء بطلبك الإفراج عن مصر وعن المعتقلين أم أن الأمر حدث فجأة؟
علمت أن رئيس الوزراء سوف يزور الجامعة في ليلة مجيئة عن طريق الصدفة، فقطعت ورقة من دفتر المحاضرات وكتبت فيها: "أطلب من السيد رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور أحمد نظيف الإفراج عن شباب معتقلي 6 إبريل، عاشت مصر دولة مدنية حرة.. طلبة مصر"، وكنت أنوي إعطاءها له عند مكتبة الجامعة التي كان مقررا له زيارتها.
وبمجرد دخولي الجامعة صباح اليوم التالي وجدت الأن التواجد الأمني كثيف جدا وبحضور موكب رئيس الوزراء حاولت الوصول إليه لكي أعطي له هذه الورقة إلا أنني لم أستطيع، ثم بذلت قصارى جهدي للدخول إلى المؤتمر الذي سيعقده مع الطلاب، وكان الدور الأول للقاعة غير مسموح بدخوله إلا لأعضاء اتحاد الطلاب فصعدت إلى الدور الثاني وقبل دخول د. نظيف أخبرنا المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، الذي كان يدير الجلسة، أن المداخلات ستكون في هيئة أسئلة مكتوبة على ورق سنعطيه نحن لكم، وهذا الورق كان يوزع في الدور الأول فقط والذي لم يكن نستطيع دخوله، فنادينا عليه ولكنه لم يستجب لنا.
ولما دخل الدكتور نظيف بدأ في الحديث عن الإنترنت وآثاره الإيجابية والثروة المعلوماتية وشجعنا في أن نستخدمه كمصدر رئيسي للمعلومات، فقررت أن القيام وقتها لأقول مطالبي.
محيط: ألم تتردد قبل أن تقاطع رئيس الوزراء؟
في الحقيقة أناكنت متردد بالفعل لأن هناك فرق بين الحديث مع شخص عادي والحديث مع رئيس الوزراء الذي بيده اختصاصات الدولة التنفيذية وله اختصاصات تنفيذية، وحينما بدأ يتحدث كنت أصيغ الكلام الذي سأقوله على أساس أنني لن أرتكب فعلا يستحق عقوبة جنائية ولا أقول سوى كلام محترم.
محيط: وماذا قلت لرئيس الوزراء؟
قلت له "ياريس مصر جزينة، مصر حزينة ياريس، افرج عن الشباب من المعتقلات، افرج عن شباب معتلقي 6 إبريل ياريس، هؤلاء الشباب بتوع الإنترنت الذي تتحدث عنه، ياريس هؤلاء الشباب هم من وقفوا إلى جوارك في مؤتمر دافوس الاقتصادي العام الماضي".
وبعد ذلك ابستم د. نظيف وبدا على وجهه السرور، فتشجعت وقلت له أريد أن أخبرك بشيء واحد، فقال لي "قول"، قلت له "ياريس التعليم زي الفل، والجامعة زي الفل والعيش زي الفل والديموقراطية موجودة والحرية موجودة، افرج عن مصر.. ياريس افرج عن مصر ياريس".
وهنا رد علي وقال: أشعر في حديثك بنبرة سخرية، إذا لم تكن هناك ديموقراطية لم تكن تسطيع أن تتحدث إلى الآن".
محيط : وهل كنت فعلا تقصد السخرية؟
من حيث السخرية فأنا والله لم أسخر منه أبدا، وما أعرفه عن الدكتور نظيف أنه شخص متواضع جدا ويتقبل الرأي الآخر وهذا شيء شجعني على أن أقول رأيي أمامه.
أما الكلام الذي قلته عن التعليم والخبز والحرية فهو من واقع التصريحات التي يقولها السادة الوزراء.
محيط: لماذا تم القبض عليك بعد خروجك من المؤتمر؟
أنا متأكد 100 % أن ما حدث معي بعد الخطاب لم يكن له علاقة برئيس الوزراء أو طاقم حراسته ولم يكن بأمر من الداخلية، ولكن ما حدث أنه كانت هناك مزايدة من قبل البعض، ومنهم الدكتور الذي احتك بي بعد المؤتمر وسهل القبض علي، فهو كان يرد توصيل رسالة إلى رئيس الوزراء والحكومة بأنني قمت بتأديب هذا الطالب.
محيط: هل لك أنشطة داخل الجامعة أو خارجها؟
منذ عام تقريبا قمت أنا وزملائي بعمل حركة "حقي" داخل الجامعة لتخفيض المصروفات، حيث إن هناك مادة من قانون تنظيم الجامعات تقول أن المصاريف هي 12 جنيه للانتظام و14 جنيه للانتساب، ولكن الذي يحدث أن مصاريف الانتظام من 150 إلى 200 جنيه على والانتساب من 400 إلى 700 جنيه حسب كل كلية، وهذه الزيادة هي تبرعات غير إلزامية على الطلبة، ولكن لأنه ليس هناك رقيب فإن نجبر على دفعها، ونحن نريد فقط تطبيق القانون وجمعنا حوالي 2000 توقيع ورفعنا قضية على رئيس الجامعة وكسبناها.
وفي خارج الجامعة أنا عضو بحزب الغد ونقوم بعمل حلقات بين مجموعات من الشباب بغض النظر عن تياراتنا السياسية نناقش فيها كافة المشاكل في المجتمع، ولا يشارك بها أي قيادات حزبية.
محيط : لو قابلت رئيس الوزراء مرة أخرى هل ستقاطعه ثانية؟
لو كان هناك مطالب معينة سأفعل ومن الممكن أن يكون بنفس الطريقة فأنا لا أجد بها أية مشاكل خاصة وأن كنت عاجزا عن الاستئذان قبل الحديث معه مثل هذه المرة.
وأنا طبعا أشكر د. نظيف على مساعدتي في الإفراج عني سريعا، ولكن ما زال هناك 25 شاب من معتقلي 6 إبريل لم يخرجوا، وهؤلاء الشباب كل ما يملكونه في الحياة 28 حرف على الـ "keyboard" فما الخطر الذي يمكن أن يأتي من وراءهم.
محيط: ماذا تقول لشباب؟
أود أن أقول لهم من الممكن أن تصلوا إلى ما تريدون من غير أن يحدث لكم أي شيء طالما تستخدمون الطرق السلمية، والحماس مطلوب صحيح لكن يجب أن يكون مبنيا على أساس معينة ومدروسة، ويجب أن يكون لديكم أمل، فطالما أن أن يوم القيامة لم يأت بعد فما زال أمامكم الكثير لتفعلوه.