من طرف الزعيم الثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 7:48 am
وفيما يلي عدد من النصائح والخطوات النظرية والعملية أسأل الله أن ينفع بها إنه سميع مجيب :
1- السعي لإرضاء الله تعالى :
يجب أن يكون الدافع للتخلص من هذه العادة هو السعي لإرضاء الله تعالى بطاعته واجتناب أسباب سخطه أكثر من الدافع الدنيوي الناتج عن سماع الأضرار الطبية والنفسية لهذه العادة .
2- معرفة الحكم الشرعي :
مما يعين على السعي للتخلص من هذه العادة معرفة شيء من أقوال أهل العلم في حكمها، قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " وقد استدل الإمام الشافعي ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة : ) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ( -المؤمنون والمعارج – قال : فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين، وقد قال الله تعالى : ) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ( -المؤمنون والمعارج – ]
تفسير ابن كثير ط.دار الشعب 5/458 [ .
وقال الشافعي في كتاب النكاح من مصنفه الأم: باب الاستمناء باليد وقال الله عز وجل : ) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ( قرأ إلى ) الْعَادُونَ ( ، قال الشافعي: فكان بيِّنَاً في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت الأيمان، وبيَّن أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم، ثم أكدها فقال عز وجل : ) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ( فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة، أو في ملك اليمين، ولا يحل الاستمناء والله أعلم . ]كتاب الأم للشافعي ط.دار المعرفة 5/94 [
واستدل بعض أهل العلم بقوله تعالى : ) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( -النور 33 - على أن الأمر بالعفاف يقتضي الصبر عما سواه .
وكذلك استدلوا بحديث: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ] رواه البخاري-فتح الباري 9/112 [ لأن الشارع أرشد عند العجز عن النكاح إلى الصوم، ولم يرشد إلى الاستمناء مع قوة الدافع إليه، وهو أسهل من الصوم ومع ذلك لم يسمح به، وفي المسألة مناقشات وأدلة أخرى لأهل العلم يمكن لمن أراد التوسع الرجوع إليها .
3- الزواج :
العلاج الإسلامي والشفاء الرباني والحل الجذري لهذه المشكلة هو الزواج، قال تعالى : ) وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( -النور 32- ولعل حثه r الشباب على الزواج هو من أجل معالجة هذه المشكلة وغيرها : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج .." والامتناع عن الوقوع في هذه العادة من جملة تحصين الفرج .
والشاب الذي يؤمن بحديثه r : " ثلاثة حق على الله تعالى عونهم ......والناكح الذي يريد العفاف " ] رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 3050 [ لن تمنعه العراقيل الاجتماعية والمادية عن محاولة الوصول إلى تحقيق الغرض الشرعي بعقد النكاح، وقد تمر به فترة ضيق في مبدأ الأمر ولكن الله سيجعل له من أمر يسراً، وكثيرٌ من الذين تزوجوا مبكرين يخبروك عن صعوبة عيشهم في مبدأ الأمر ثم مجيء الفرج بعدُ، قال تعالى : ) إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( على أن مما يجدر تنبيه الشباب إليه مسألة بذل الأسباب بقدر الطاقة لإنجاح الزواج، ومواجهة المسؤوليات المترتبة عليه، فليست المسألة تحقيق رغبة عارضة، ثم تهرُّب من حمل المسؤولية، قد يؤدي بعقدة النكاح إلى هاوية الطلاق .
وفي الجانب الآخر ، نهمس في أذن الذين يؤخرون الزواج مع حاجتهم إليه، وقدرتهم عليه لأسباب واهية وغير شرعية نقول: اتقوا الله في أنفسكم واخشوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، ها أنتم أولاء تقعون في أنواع المعاصي وتعلمون أن الزواج هو الحل، وقد استطعتم الباءة، ثم تقولون: نخشى على الدراسة من الزواج ولابد أن نكمل الدراسة أولاً. وأنتم ترون من خلال الواقع أن زواج كثير من الشباب قد ساعدهم في حياتهم الدراسية وضبط أمورهم وأوقاتهم، والبعض يقول: الزواج مسؤوليات وإرهاق ونحن نريد الاستمتاع بالحياة، ولن نُعكِّر المزاج بطلبات البيت وصراخ الأولاد، والجواب أنه هذه دعايات شيطانية المقصود منها الاستمتاع بالحرام، لأن الزواج عصمة ووقاية وليس هموماً وغموماً في الغالب .
وعلى الذين لا يريدون تحمل المسؤولية مبكراً كما يقولون أن يتفكروا في نعمة الله عليهم وقد أغناهم الله من فضله وأقدرهم على النكاح، كيف يكفرون بهذه النعمة ؟! وهناك من عباد الله من يوَّد الزواج ولكن لا يجد، فهو يُصبِّر نفسه بقول الله تعالى : ) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( .